السبت، 25 يونيو 2011

[ أريدها كما كفلها لي ديني ]


~ بسم الله الرحمن الرحيم ~


~ أخواتي الحبيبات ~


هنا حديث قلب } لقلب



وعقل لعقل..،


فكم نحتاج أن نقف مع قضايانا وقفة جادّة

يتكاتف فيها الاثنين معًا

،

وقد عملت جهدي أن أسدّد وأقارب وأسأل الله أن ينفعنا

وينفع بنا
..................

~ أخواتي الحبيبات ~

كم نحتاج في هذا الوقت وقد كثرت الفتن من حولنا إلى إعمال فكرنا

بتبصّرٍ ورويّة مع سؤال الله الدائم السلامة من الفتن

والهداية إلى الصواب ( رب اهدني لما اختُلف فيه من الحق )

"فتنٌ كقطع الليل المظلم "

هكذا وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهكذا نراها مظلمة

يلتبس فيها الحق بالباطل، أو يلبّسُ في كثيرٍ من الأحيان، تشكيكًا للمسلمين

في ثوابتهم، وزعزعةً لقناعاتهم، ومن هذه الفتن ما أصابنا في هذه الأرض الطاهرة

من محاولات لـ(تغريب المرأة السعودية_ التي هي أنا وأنتِ _)، وإخراجها عن كيانها

ونطاق تميّزها،كأنثى لها دورها الريادي في حفظ الأمّة وموروثها الأخلاقي، فضلًا

عن أنّها الركيزة الأساسية في حفظ الدين، فماذا لو مالت هذه الركيزة وانحرف فكرها

القويم؟!..

سأترك لكم أخواتي الحبيبات فرصة التفكير والتمعّن،

وإن كانت الصورة واضحة! فستكون كما نراها في الدول التي سبقتنا إلى هذا التحرّر

المزعوم، فكما قالت إحدى الحبيبات:"يُعاب على المرأة السعودية استجابتها لدعوات التحرير،

فالدول العربية والإسلامية التي سبقتنا إليه_ أي تحرير المرأة _ كانت في أعمّها جاهلة عن حقيقته

فضلًا عن آثار الفساد المترتبة عليه، أمّا نحن اليوم وقد تكشّفت أمامنا سوءة هذه الدعاوى،

وأصبح من اليسير أن نطّلع عليها، من خلال المؤلفات التي تكشف زيف التحرير في الغرب قبل الشرق،

وما تحمله من إحصائيات موثّقة من منظمات متخصّصة في تلك الدول، من امتهانٍ للمرأة

وفساد الأسر،ودور الإيواء للنساء المستضعفات أو اللقطاء..إلى آخر ما ذكرت"

وكلامها حقٌّ بيّن فأيُّ عذرٍ لنا؟! .. فهل تعيه عقولنا؟!

 

قد تأتي إحداكنّ وتصرُخ أنتِ لا تشعرين بما يشعر به بعض النساء من الضيم والقهر، لهذا سهلت عليك الكتابة؟
سأجيبها: بلى وربي كم رأيت وسمعت من القصص، وكم عايشت أوضاعًا مؤلمة لصديقة،
أو زميلة عمل، ولو عرفنا أصل الداء لسهُل علينا معرفة الدواء..
أليس أصلُ دائنا هو ابتعادنا عن ديننا، وعدم فهم تعاليمه وتشريعاته الفهم الصحيح،
أو عدم تطبيقها سواءً بشكل جزئي أو كامل،
فالعمل بها يفضي إلى حياةٍ مستقرةٍ آمنة متوازنة!،
فقد وضعت الأسس القويمة لبناء مجتمعٍ متماسكٍ
متعاطف، و حدّدت بوضوح دور كلٍ من المرأة والرجل كلٌ بما يتناسب وطبيعته،
وكفلت لكل جنسٍ منهما حقوقًا وجعلت عليه واجبات يؤديها،
وإذا أخذنا المرأة بشكل خاص، سنجد من تكريمها مالا نجده في أيَّ شريعةٍ أخرى،
فقد اهتمَّ بها الإسلام أيًا كان عمرها، وأيًا كانت حالتها الإجتماعية،
فقد أوجب على وليّ أمرها رعايتها وتأمين احتياجاتها،

 
وجعل للقائم على من ليس لها وليٌّ يرعاها كالأرملة

الأجر العظيم
 
،

فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:

"الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله،

أو القائم الليل الصائم النهار "
 

فأين من يدندون على حقوق المرأة، ويتكئون على حججهم الواهية،

ويتخذون من الأرملة والمطلّقةِ انطلاقًا لدعواتهم الباطلة،

أينهم من القيام بواجبهم اتجاه المؤسسات الخيرية القائمة على شؤونهن

دعمًا وتنظيمًا، سواءًا بالمال أو الكلمة،

بدلًا عن تكبيد المجتمع مالا يطيق من خسائر فادحة جرّاء ما سينتج عن اتّباع أهوائهم



؟!




وأخيرًا غاليتي:

 
لا أحد يرفض الحرّية إلًا متقاعسٌ أو غير سوي

ولكن هل هذه [ الحرّيّة ] مطلقة بحيث يفعل الفرد بموجبها ما يشاء؟
أم هي مقيّدة بضوابطٍ وشروط وبموجب هذا التقييد تصب في مصلحة الفرد

ولا تعطّل مصالح المجتمع وتدمّره بتصادمها معه وشذوذها عنه؟

 

طبعًا العاقل لا يحتاج إلى إطالة نظر..


وحريّتنا كمسلمين تنطلق من شريعتنا، وتتحقّقُ للفرد والأمّة

باتباع أوامرها واجتناب نواهيها _والضمير هنا عائد على الشريعة الإسلامية

 
السمحة القويمة_ التي كفلت لكلِّ فردٍ حقّه وشرّعت له من الأحكام ما يتناسبُ و طبيعة

خلقه وتكوينه، ودوره في الحياة ويعينه عليها.. وهي تامّةٌ كاملة وليس علينا إلّا الفهم السليم

لها و لمقاصدها..

.................................

 


حرّرت يوم الجمعة 22-رجب- 1432هـ