الثلاثاء، 10 يناير 2012

يوم أن ناداني ربي ..، [ مذكّرة مصورة لرحلتي للحج 1432هـ ] ( 3 )


 وجاء العيد بثوبٍ لم أرتده من قبل!..

جاء ليذيقني شيئًا من مرارة الغربة..

.........
كنت في الليلة السابقة أهاتفهم، وأسرع

في التهاني، كي لا تبتلعها حشرجة أحرفهم..

وأبعث برقيات موقعة بــ ( من صعيد مزدلفة )

ويحاول قلبي أن يستشعر معنى جديدًا للعيد..

ومالعيد دون قبلة على جبين أمي!



[ الواحدة ظهرًا ]]


يمشي الوقت متثاقلًا، حتى كدت أجر عقارب

الساعة لتشير إلى الرابعة، حيث موعدنا مع

رحلة الجمرات الأولى، وشعورٌ يدافعه الحاج بالصبر

في سبيل إتمام المناسك، والاجتهاد في العبادة

 وكم كانت هبات الرب جميلة..

فطريقٌ  فسيح يعج بالتكبير 

الله أكبر.. الله أكبر

و هواء بارد، ينفح كل متعلقات الألم..

وجنسياتٌ متعددة، بأحوال متعددة، والكل أبيض 

:
ساعة ذهابًا.. وأخرى إيابًا

وصورة تقرّب المكان وتعيد ذكرى الزمان..





















وإلى الدور الثالث من الجمرات
والمشاهد التي كنا نتألم لأجلها، ونسأل الله
السلامة للحجيج تبدّلت بأخرى


الصورة لـ [جمرة العقبة الكبرى، الدور الثالث] يوم العاشر من ذي الحجة 1432هـ ، 
(عصرًا )


....................
كان محارمنا يتحرون لنا الوقت الأكثر أمانًا، في كل يوم للرمي..

فاليوم الأول عصرًا، والثاني ليلًا، والثالث ثم الرابع..

و{ بسم الله والله أكبر }.. تنتشي معها الروح، وتجدد القوة الإيمانية

ومن سبق له الحج، يعي هذا


....................
في اليوم الثاني عشر.. توجهنا ليلًا كقافلة من المخيم إلى الجمرات

ثم إلى مكة، وقطعنا شوطًا كبيرًا سيرًا على الأقدام، حتى وصلنا

لمكان الحافلات، في طرقات مكة التي تعج وتثج بالحجيج

وكأن مكة ليست مكة التي ندخلها كل عام، عالمٌ مختلف!

روحانية تتسامى، والكون كله مستيقظ، وحمائم الحرم تطير بك

إلى سماء لا تطأها إلا عندما تطير ببصرك حيث تطير..

ولكن دمعة على حاجٍ لم يعي قدسية المكان، ولم يصطحب

الجزئية المهمة من الإيمان، وهي النظافة، وعدم إيذاء المسلمين

بمخلفاته ونفاياته، فالوضع مزري،...

..................
ومضينا نحو الحرم حيث أقلتنا الحافلة، وأدينا طواف الإفاضة،

وليلة لا تنسى :) ، وقفلنا راجعين للمخيم، بعد صلاة الفجر..

محملين بالكثير من الهدايا الربانية


.................


[ الثالث عشر .. ومراسم الوداع ]


العاشرة صباحًا.. كل شيءٍ يلوّح بالوداع

الشمس المشتعلة على الرؤوس، المقاعد التي تطوى،

والحقائب التي ترتب وتغلق، والأجساد التي تتحلق،

كل شيء يلوح بالوداع ونفس الشعور الذي استقبلنا

به رحلتنا، باستبدال الخوف بالحزن،

هانحن نستعد للوداع برمي الجمرات الثلاث ظهرًا ،

كان هذا اليوم الأكثر تعبًا، والأكثر زحامًا، فالكل

يسابق الوقت فلا مهلة، والمغادرة تجب قبل المغيب!

وسبحان الذي جعلها أيامًا معدودة، ففي أيامٍ اكتظت!

وجعلت مساحتها تزداد مع كل حاج..

 وفي يوم وعند المغيب خلت!

وهاهي الحافلة إلى مكة حيث طواف الوداع..

ثم إلى الأحبة .. إلى الأحبة

والمشاعر كلها تختزل في نبضة شوق

لأولئك المنتظرين على أعتاب المنازل


وانتهى تدويني لمذكرتي، وتعاقبت الذكريات في الهطول

مجددًا.. وأمنيات بأن تعود تلك الأيام بكل تفاصيلها

ويارب كما دعوتك هناك بأن تبلغ أحبتي ممن لم يبلغ

أدعوك الآن..

ودعواتكم بالقبول

تمت: الجمعة 5-2- 1432هـ