الثلاثاء، 26 يناير 2010

لفافة صمت}


لم يعد ذلك الدفتر الأخضر الذي احتوى حرفي الرضيع، لم يعد سوى مدينة تضج بحكايات الصغار وأحلام المرهفين، .. و بقايا من حزن عميق على جدي الراحل قبل عشرة أعوام وبضع فصول! .. وبعض أسى يضخ كلما عجت المتغيرات في صدر الحياة..

وكأن بيده الآن تمسك بلفافة صمت وهو يحدثنا " وين .. اجلسوا شوي " و آه عليك..سأجلس ،سأفترش مقعد الحيرة الدافئ بي منذ رحيلك،سأرضع صوتك الهادئ الذي لم تفطمه السنين بعد وسأستوطن عزلتك التي بنيت سورها، وألف عزة نفسك كسوار على روحي التي تأبى الانفصال عنك، سأبكي الدنيا كما بكيتها ولكن بصوتٍ يلتقطه المارة، ويبكي لأجله الجيران،إيه يا جدي أتذكرهم! سأخبرك عنهم هم ذاتهم لم يتغيروا ..رمموا المنزل ولم يتغيروا أصبحوا عائلتين ولم يتغيروا، غيرأن نصفهم رحل !.. أرأيت! كل الأحداث تشبه بعضها.. وتسكبُ في الوريد قطران ألم، الحائط أمامي تتكاتف زواياه، وتبرز حتى أخالها تقترب من أذني، تحدثني عن شيء يشبه النسيان أو عتق الحزن! .. أو الهروب من عمق الذاكرة إلى حدودها، وأنا التي لا تجيد الفرار،أنا هي ذاتها التي تفضل أن تموت في موطنها على أن تبتلع بعيدة عنه!..أو لست ابنتك إحدى الأجيال الوارثة لك..،بل من الجيل الثالث والأقرب فالأقرب هكذا يقولون، ..لا تقلق أحاول أن أسري عن نفسي بعض هم أحاول أن أضحك على استجداءاتهم المتوالية، يريدونني أن أترك مدينتي وأمضي حيث هم ماضون أو لا يعلمون أني نبض تلك الشوارع، وصفير تلك الرياح، وصدى هذا الفراغ الذي امتلأ بي، فامتصصته..،
دمعة،‘ مؤلم هو الشعور بأنك تخطو بثقل نحو الانتظار..
..............
مؤمنة بالله وبأن الموت حق وبأن الحياة لقاء وافتراق ولكنه بعض ألم زارني فبثثت..

السبت، 23 يناير 2010

نبش في منافذ السنين ..}



كنت أتجول في مكان روحاني كثيراً يتنفس رائحة الموت ويتشح الفقد جلباباً ..
وتتناثر فيه العظات كأنهن حبات زمرد ...طعمت صدر الألم فتنفس ثقة بالله ..
وتنفستُ زنابق طفلتان مبهوتتان بالعالم الخفي و حياة القبر
:
"واليوم مات عمي { تصدقين!



ودي أدخل القبر بس شوي وأطلع" [ ’’! ..]
:
لأستفيق على تلك المجدولة الآمال المستلقية بين أضلع الغياب الملتصقة بعظيم ألم..
ياه وهل للقبور نوافذ تصلنا بمن على ظهورها؟ .. فيمدون لنا ذراع حياة! مؤلمة هي الحقيقة حين نتجرعها دون أن
نحاكيها تماثلاً لواقع سيكون قريباً .. عندما تبتلع شهادات وفاتنا خزائن إحدى المصالح وتخلد كل أوراقنا في ذاكرة النسيان
ربما!
حينها نكون أو لا نكون نحن المغترون بزخرف الأيام وعظيم عطاياها، نحن المبهوتون بالزبرجد المبثوث في مساراتنا ، نحن ومن نحن!
غادون، .. رائحون، ..مسافرون، ..وحتماً في يومٍ عائدون
:
وتصدقين}
أنبش هذه الذكرى كثيراً برغم موت السنين التي خلفتها..


الجمعة، 8 يناير 2010

بعض الشعور لا يكتب ..}




مدخل ..*هناك ثمة مدن نستوطنها ولكن لا نجيد التعامل مع ساكنيها!

:


ونخشى أن نسبب لهم ضيق تنفس، ..!


~ ..~..~


أمسكت بهاتف صديقتي{ براكين دافئة }..،_ صديقة العشر سنوات _ ذات يوم لأجدها وقد بدلت اسمي


بـ [ الصديقة الوفية ]! فتعجبت وسكتُ ابتداءً فكانت كل تعابير جسمي تحكي لمه؟ ولم يخفى عليها ..


فأفهمتني أنني كصديقة أتكئ على ضفاف النبض، وهذه هي روحي تستوفي أسرارها فتقسم ولن أحكي


لغيركِ زيزفونة !


وأي زيزفونة أنا ؟ تبصر الورد فتبسم أن وهبها الله نعمة النظر إلى هذا الكائن الحي المتناهي جمالاً وأنفة


على أغصانه، وتحمد الله أن أودع قلبها حبه، ولكنها لا تجرأ أن تهمس في أذنه ببعض ماتكتنزه له لأنها تخشى


نعم تخشى أن لا يفهم طبيعتها كالكثير فيتألم بصمت ويكاتمها سره فتكون قد أوقدت جذوتا قهر في قلبيهما!..


مخرج ..*
الزيزفونة ليست إلا زهرة من فصيلة أخرى..،تتلو في سرها أراجيز حبكمـ

الخميس، 7 يناير 2010

عثرات..}

كنت في السة الأولى من الجامعة حين حملت إحدى المواد وكنت قريباً من الإخفاق في الكثير_ وأنا المجتهدة بفضفل الله الواقفة على !~عتبات التفوق~!_
وللجميع أن يتخيل حجم الأثر في نفسي .. حقاً كان السبب الحقيقي يكمن في عدم تقبلي للوضع البتة فلم يكن
يجذبني التخصص ككثير ممن في هذه المرحلة وكذلك التغيير والفارق الكبير بين نظام المدرسة ونظام الجامعة، أذكر أني في ذلك اليوم وبعد أن أغلقت سماعة الهاتف والتي أنبئت فيها بهذا الخبر .. لم أذق طعماً
للحياة فكان النوم نتاج التعب وكان الطعام ملحاً تكوم على مجاري الدمع فسد الشهية وألقم الجوع الشبع!
.. .. ..
قررت حينها أن لا أخبر أحداً وأن أمضي صامتة حتى ييسر الله لي تجاوزها في العام المقبل، ولكن هيهات
لمثلي أن يخفي أثر خيبته وانكساره.. فكانت المكاشفة بسيل ماطر و[مطر مطر] كما تقول إحداهن! :) الجميع حينها ربت على كتفي ولم يبخلوا وكانت أمي حبيبتي و موطن راحتي هي البلسم ~
وكبوة جواد كما يقولون ~ نعم هو الجواد حين أصغى لأصوات الثناء حوله فركن إليها وأغلق عينيه عن حقيقة وضعه ~ حتى سقط ! فتألم
فكانت درساً قاسياً.. ومرت الأيام سراعاً حتى حُدد موعد الاختبار فكان السهر تلو السهر وإصرارٌ عجيب بفضل الله حتى كان النوم زائراً
خفيفاً لطيفاً ..فكانت النتائج ولله الحمد أكثر من مرضية..واستمرت حتى أنهيت دراستي وسجدة شكرِ طويلة
وسرٌ لطيف } كن محموداً بين الناس مشكوراً ذو علامة فارقة ولكن انتبه فالطريق محفوفٌ بالعقبات وليست الأمور دوماً كما تشتهي..
انتهى..،
ولن تنتهي دروس الحياة