الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

إلى { مكة } .. إلى { الحياة }


كلما نكبر أكثر كلما نعي أكثر أنّ الحياة الحقيقية في العيش لله ومع الله
وسبحانه حين يرتب لنا الأقدار حتى يهذبنا، ويربينا..









لا شيء جديد في إجازة هذا العام، وسؤال يتكرر بفضل الله
 أين تريدون أن تسافروا!
هو مجرد سؤال وإلا فالوجهة معروفة ومحددة :)
وباختيارٍ معتاد أجابت محدثتكم  "أهم شي مكة والمدينة"
تأخرت الرحلة كثيرًا حتى كادت أن تلغى، وسبحان الله كنا مسلمين
وراضين بما سيقدّره الله، فالوقت ضيّق ورمضان يطرق الأبواب..
ولكنها حكمة الله و " عمرة في رمضان تعدل حجة "
في اليوم السابع تقريبًا ابتدأت رحلتنا القصيرة.. إلى مكة ثم إلى جدة
لزيارة بعض الأقارب، روحانية وصلة رحم وما أجملهما من معنيين
كفيلين بإزاحة بعض الألم والهم
الخامسة فجرًا: في المطار، والتاسعة تقريبًا في الحرم المكي
و24 ساعة من السهر، بددت تعبها رؤية الكعبة والجموع
المتحلقة في الطواف حولها، ثم السعي بين الصفا والمروة
والذي يشغل الجميع فيها بمناجاة خفية، وما أعظم الشعور .. !
بين يدي الله وأين؟ في بيته!
لكم أن تتخيلوا راحة وطمأنينة وثقة وخشوع رباعية
وأي رباعية
أعيدوا النظر ثانية: بين يدي الله وفي بيته
أنت ومن حولك مشغولون بشيء واحد
عبادته و لذة مناجاته
"وإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "
ترن في أذنك وتأخذ مكانها من فؤادك،
وعدٌ مؤكد الوفاء .. متى لا تعلم ولكنه سيأتي
في يوم ما، أو سيدخر لك في الآخرة، أو ستغفر به ذنوبك
وكلها عظيمة بعظمة الملك سبحانه!
تحدثه بآلامك دون خجل أو وجل، تغتسل في نهر رحمته
لا تستحي أن تضم أحباءك وإخوانك، وتدعو لهم بخيري
الدنيا والآخرة، وقد تكاتفت أسباب الإجابة.. وقد حثك سبحانه
على إشراكهم، و وضع لك جائزة فملائكته تؤمن ولك بالمثل
كان قائد العمرة مطمئن جدًا في عمرته برغم تعبه أيضًا، ولكن
بحق لم أجد كسكينته.. أنهينا العمرة وكلنا رجاء بأن تتقبل منا
ثم وقبل الظهر كنا بين الأحبة، نتبادل السلام والسؤال عن الأحوال
ومضت الأيام وكأنها يوم وليلة، تحلق حول الإفطار و اصطفاف للصلاة
وأجمل مافي اجتماعاتنا بهم ، العفوية وروح المرح، وكم تشتاق للجو 
العائلي، الذي يضمك بهم، هي أيام لا تتجاوز الخمسة عشر يومًا في 
الغالب من كل عام أو عامين، تتجدد فيها مشاعر المودة، لا نؤمن معها
بالرسميات أو التكلف، واتخاذ المسكن المدفوع الأجر فهدفنا الأول الاجتماع
بهم، والتلازم في الدخول والخروج، مع الحرية إن كان هناك ثمة علاقات خاصة
أو زيارات خارج إطار القرابة، تغيير وتجديد نشاط وثمة حياة تنفث بين جنبيك
وها أنا الآن بينكم ولله الحمد
وعشرٌ مباركات لا حرمتم أجر القيام والصيام


على الهامش..،
في هذه الرحلة بدوت صامتة أكثر من ذي قبل
حتى أن إحداهن تحدثني .. " أنت في عالم آخـــــر ..
فأجبتها مداعبة.. خلق للإنسان لسان واحد وأذنين
كي يستمع أكثر مما يتكلم !