استيقظتُ بالأمس وأعضائي تنفث حرارة الجو وتنقمُ علي أن لففتها بقميص ثقيل؛ لا يُلبس إلااتقاء البرد وقرصاته!..
فابتسمتْ، وعلمتُ أن المدينة استبدلت الزمهرير بدفئ أرسته خيوط الشمس على شفاه الأرض فامتزج بالهواء..فتنفسته
الأماكن رضىً وسروراً..فأبدلتُ مفتاح التكييف إلى الموجة الباردة وأخذتُ أستنشقُ عبقه فما أشد حبي لتلك اللحظة حين
تنقلب الفصول وتتعرّى أيامها من خصائصها..تشعرني كثيراً بالغبطة، وتدفعني للتغيير ..
لا أعلمُ لم ربطتُ هذه الرائحة وهذه النشوة بسؤالها الذي همست به إلي..
أيهما أقرب خوالكِ أم عمامكِ؟ ..
حينها احترتُ كما يحتار كل كريم فأنا إذا ما أفصحتُ عن حبِ أحد الفريقين
فكأنما أبخس الآخر حقه! .. ولكلٍ منهما حق فوجودي في الحياة كان من صلبيهما بعد أن قدر الله عليهما الامتزاج
ومباركة تزاوج الشجرتين العظيمتين اللتين آتت أكلهما وأنتجت تلك الثمرات التي تمثلت بي وبإخوتي،.. ولكني ماضية
في سنةِ الله التي قضت لكلٍ منا السكن لأرواح ٍدون أخرى _وإن كنّا في الواقع نكنُّ للآخرين الود والاحترام ونمدُ لهم وشائج
الصلة والتراحم_ ذلك السكنُ الذي تآخا معك في فرحك فغرّدت أساريرهُ لأجلك كما تغرِّد طيور الدوح في أفانين الحياة..
وتأصلت همومهُ في قلبك فبكيتها كأنما تسكبُ دموعكما من محجرٍ واحد فتلثمُ جسديكما الجراح، فأنت وإياه تشربان ماءً واحداً عذباً كان
أو قراحاً!.. وتتوضآنِ حباً سلسبيلاً كأنما قدِّرلقلبيكما أن يتصلا بوشائج السماء فيترفعانِ عن كلِ جارحة..
ويا الله ..
:)
خبئت يوم الأحد الثالثة مساءً