الأحد، 14 فبراير 2010

في وداع الشتاء }


استيقظتُ بالأمس وأعضائي تنفث حرارة الجو وتنقمُ علي أن لففتها بقميص ثقيل؛ لا يُلبس إلااتقاء البرد وقرصاته!..

فابتسمتْ، وعلمتُ أن المدينة استبدلت الزمهرير بدفئ أرسته خيوط الشمس على شفاه الأرض فامتزج بالهواء..فتنفسته

الأماكن رضىً وسروراً..فأبدلتُ مفتاح التكييف إلى الموجة الباردة وأخذتُ أستنشقُ عبقه فما أشد حبي لتلك اللحظة حين

تنقلب الفصول وتتعرّى أيامها من خصائصها..تشعرني كثيراً بالغبطة، وتدفعني للتغيير ..



لا أعلمُ لم ربطتُ هذه الرائحة وهذه النشوة بسؤالها الذي همست به إلي..

أيهما أقرب خوالكِ أم عمامكِ؟ ..

حينها احترتُ كما يحتار كل كريم فأنا إذا ما أفصحتُ عن حبِ أحد الفريقين

فكأنما أبخس الآخر حقه! .. ولكلٍ منهما حق فوجودي في الحياة كان من صلبيهما بعد أن قدر الله عليهما الامتزاج

ومباركة تزاوج الشجرتين العظيمتين اللتين آتت أكلهما وأنتجت تلك الثمرات التي تمثلت بي وبإخوتي،.. ولكني ماضية

في سنةِ الله التي قضت لكلٍ منا السكن لأرواح ٍدون أخرى _وإن كنّا في الواقع نكنُّ للآخرين الود والاحترام ونمدُ لهم وشائج

الصلة والتراحم_ ذلك السكنُ الذي تآخا معك في فرحك فغرّدت أساريرهُ لأجلك كما تغرِّد طيور الدوح في أفانين الحياة..

وتأصلت همومهُ في قلبك فبكيتها كأنما تسكبُ دموعكما من محجرٍ واحد فتلثمُ جسديكما الجراح، فأنت وإياه تشربان ماءً واحداً عذباً كان

أو قراحاً!.. وتتوضآنِ حباً سلسبيلاً كأنما قدِّرلقلبيكما أن يتصلا بوشائج السماء فيترفعانِ عن كلِ جارحة..
ويا الله ..


:)
خبئت يوم الأحد الثالثة مساءً

الجمعة، 5 فبراير 2010

[ معراجُ ضوءْ ]


اللحظة تستميتُ الأمنيات طلباً لمعراج ضوء، تتبلور أعلاه حاجة للروح يستكين عندها الإحساس بالألم،فنحن حقيقة نتعب كثيراً حين نسكت صوته الصارخ في أعماقنا، ونغلفه ببشاشة حرف!، تماماً كمن يبتسم وفي قلبه تموج الغصاتُ الخانقات..
فكيف يستدل على موارد الراحة بل على سواقيها، وكل بقعة تضيء زمناً ثم ما تلبث أن تستوفي أجلها!.. وهكذا هو ديدن الفرح؛ يبدأ بشذرات تتطاير يمنة ويسرة، حين تحقق مرغوب، حتى تسأم النفس .. فتطلب آخر.. فإذا أغدق عليها الواهب بما تشتهيه عملت فيه معاول السقم حتى يسقط البنيان عن أساسه!..
فيالدورة الحياة المتكاملة الأطراف، حين نتلقف أحداثها بفوارق أفهامنا، كفلكٍ بعيد نتحسس رؤيتنا له؛ بزوايا مختلفة .. فيتوارى قبسٌ من النور خلف كل زاوية!.. وتتبعثر الحزم على عتبات شتاتنا..! فنبحث عن الشخص الذي كان هنا أو الذي يجب أن يكون ..فكم نحتاج إلى مساحة حرة لذواتنا، تنار جنباتها بيقين مطلق، بعيداً عن شوارد الفكر المتفانية في إقصاء القوامة على النفس، والزج باللوم على المتغيرات؛ أياً كانت.. فقد تكون هي الأجزاء المتممة للنقص في التفكير، والباعث لحلٍ مذهل!
ولولا التناقضات المتضاعفة في محيطنا لما استقامت الحياة!
فسعادة يتبعها حزن، وقوة يصحبها ضعف، وسعةٌ يخشى عليها من الضيق..
وحكمةُ الله بالغة أدركناها أم لم ندركها.
..{}
وعلى تسابيح الضوء.. ثمة اتجاه إن وصلنا به حبالنا أستأنس الفؤاد و انداح
السخم، وعتقت أمانينا على حائط الجمان ونعمنا بأعنابٍ تتدلى.
الأربعاء 12-2-1431هـ الثانية مساءً